يتزايد ضغط الضعفات والمشكلات فى حياة الخادم مع نموه في الحياة الروحية.
“وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟” (رومية 24:7).
إنها صرخة مؤمن تقي وخادم أمين يصارع ضد الخطية.
يوجد مؤمنون كثيرون، أُمناء يرفضون الخطية في حياتهم ويصارعون ضدها لكن هذه الضعفات تسبب لهم ضغوطًا.

ضغط الضعفات في حياة الخادم:

1- أنه لا يستطيع أحياناً كثيرة مشاركتها مع الآخرين؛ لكي لا يسبب عثرة لمخدوميه. فبينما هو يصارع ضد هذا الضعف قد يجد مخدوميه في ضعفه فرصة لهم وعذراً للتمادي في ضعفهم.

ضغط الضعفات والمشكلات فى حياة الخادم

2- إلتزامه بتقديم العلوفة في حينها لمخدوميه بالرغم من كل ما يواجهه من ظروف شخصية وأسرية، فكم من مرات حاول أن يحافظ على ابتسامته ليُشجع محبطًا أو يسند متألمًا أو يعزي حزينًا ليرجع بعدها ساكبًا دموعه أمام إلهه.

3- الضغط النفسي للفارق بين ما يعيشه وما ينبغي أن يعيشه.

4- ضغط الإخفاء في حد ذاته .. يسبب ضغط نفسى للخادم الأمين الذي يحس بالرياء لإختلاف ما يعيشه من صراع وما يرجو أن يعيشه و يُقدمه في تعليمه للآخرين.

إيجابية هذه الصراعات:

 1- إدراكه الدائم لضعفه وبشريته، فيستند أكثر على (نعمة الله)

فنعمة الله لم تُخلصنا فقط من خطايانا (النعمة المخلصة)، لكنها تُعطينا أيضًا القوة لنحيا الحياة التي تمجد الله (النعمة المعلمة)، فننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر (تيطس 11:2-12)، لذا نحتاج أن:

أ- نتقوى بالنعمة (تيموثاوس الثانية 1:2).

ب- نُلقي رجاءنا بالتمام على النعمة (بطرس الأولى 13:1).

ج-ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومخلصنا يسوع المسيح (بطرس الثانية 18:3).

وما يشجعنا أن إلهنا هو إله كل نعمة (بطرس الأولى 10:5). فنستطيع أن نتقدم بثقة إلى عرش النعمة لكي ننال رحمة ونجد نعمة عونًا في حينه (عبرانيين 16:4). فمن  خلال تجسد الكلمة المملوء نعمةً وحقًا (يوحنا 14:1) انفتحت لنا كل ينابيع النعمة الإلهية “وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ.” (يوحنا 16:1) وأصبحت نعمة الله متاحة لكل من يتضع ويدرك ضعفه مستندًا على نعمة الله (يعقوب 6:4، 7، 10).

فنعمة الله تكفينا، وقوته في الضعف تُكملُ (كورنثوس الثانية 9:12). 

2-إدراكه الدائم لضعفه وبشريته، فيتحد مع باقي أعضاء الجسد

“اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. أَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ.” (الجامعة 9:4-10).

فإدراكنا لضعفنا يعلمنا أن نكون نجدة لبعضنا البعض (أخبار الأيام الأولى 12:19).

فنحتاج لمن نثق فيه فنتحدث معه بشفافية عن ضعفاتنا ونقبل إرشاده وتوجيهه لنا، وإدراكنا لضعفنا يجعلنا نُقدِّر حقيقة وجودنا في جسد واحد رأسه المسيح ونُقدِّر أدوار باقي أعضاء الجسد. فنحن جسد المسيح وأعضاؤه أفرادًا (كورنثوس الأولى 12:12-27).

3-إدراكه الدائم لضعفه وبشريته، فيتعامل بالنعمة مع ضعفات الآخرين

“أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا.” (غلاطية 1:6).

فنحتاج ونحن نقترب من الآخرين في ضعفاتهم إلى:

  • روح الأخوة، الشعور بالمسئولية (فنهتم بإصلاح الآخرين).
  • الروحانية (العلاقة الصحيحة مع الله).
  • روح الوداعة، الاتضاع وإدراك إنسانيتنا وضعفنا البشري (فنحن لسنا أفضل من الآخرين).

عزيزي الخادم الأمين يا من تُصارع مع ضعفاتك ومشكلاتك تستطيع أن تهتف مع بولس الرسول: “فَبِكُلِّ سُرُورٍ أَفْتَخِرُ بِالْحَرِيِّ فِي ضَعَفَاتِي، لِكَيْ تَحِلَّ عَلَيَّ قُوَّةُ الْمَسِيحِ.” (كورنثوس الثانية 9:12).

“وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ، لِيَكُونَ فَضْلُ الْقُوَّةِ ِللهِ لاَ مِنَّا.” (كورنثوس الثانية 7:4).

اقرأ أيضًا:
كيف تكون مؤثرًا

رامز سعد
رامز سعد
+ posts
Share
 
  

اترك تعليقاً